الغرس، فوائده وفضله

النصوص الشرعية 
قال تعالى : ﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴿24 أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا ﴿25 ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ﴿26فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ﴿27 وَعِنَبًا وَقَضْبًا ﴿28 وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا ﴿29 وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿30 وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴿٣١ مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴿٣2  .﴾ .سورة عبس  

  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ﴿ ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ﴾ رواه البخاري . 

عن عبد الله بن وهب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ﴿ من نصب شجرة فصبر على حفظها و القيام عليها حتى تثمر ، كان له في كل شيء يصاب من ثمرتها صدقة عند الله عز وجل ﴾ أخرجه احمد . 

عن عبد الله بن حبشي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ﴿ من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار . ﴾ . أخرجه ابو داوود 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما من مسلم يغرس غرسا الا كان ما أكل منه له صدقة ، و ما سرق منه له صدقة ، و ما أكل السبع منه فهو له صدقة ، وما أكلت الطير فهو له صدقة ، و لا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة " أخرجه مسلم . . 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن قامت الساعة و بيد أحدكم فسيلة فان استطاع إن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل " أخرجه احمد في مسنده . . 

قال تعالى: ﴿ ..... وَإِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَلـكِن لا تَفقَهونَ تَسبيحَهُم إِنَّهُ كانَ حَليمًا غَفورًا ﴿44 ﴾ . سورة الاسراء 


  التـــحــــلــــيل 

فوائد الغرس : 
* مصدر غذاء للكائنات . * تصفية الهواء . * مورد لبعض الصناعات . * امتصاص الملوثات* ترسيب التربة * تزويد الهواء بالأوكسجين . * صد سرعة الرياح * حفظ رطوبة الجو * القضاء على بعض الجراثيم

فضل الغرس : 
1-الغرس صدقة جارية .
2-للغارس الأجر و الثواب .
3- الأجر ثابت بعلم او بغير علم .
4-الغرس و الزرع و إحياء الأرض الموات عبادة .
5-الاستمتاع به في الدنيا .
6- عناية الإسلام بالنباتات و الغرس .

مفهوم الغرس : 
الغرس هو وضع الفسائل و قطع النباتات في التربة حتى تثبت جذورها و تخرج نباتاتها، أما الزرع فهو نثر الحبوب في التربة . و قد وجهنا الإسلام إلى العمل على توازن البيئة من خلال اعمار الأرض و إصلاحها ، و إحياء مواتها ، و إقامة أنواع من الزرع و الغرس ، كما أمر بكل أنواع المغروسات ، و للغارس اجر وثواب عظيم عند الله ، كما أن الإثم على من اعتدى عليه . مع العلم أن الغرس خلق من مخلوقات الله يعبده و يسبحه ، فوجبت بذلك رعايته . وتتبع نموه و العمل على حمايته لتستفيد منه الأجيال الصاعدة . 


عناية الإسلام بالنباتات و الغرس : 
بالنظر إلى أهمية النباتات و المغروسات ، فان الإسلام من خلال مصدري التشريع فيه - القران الكريم و السنة النبوية الشريفة - قد أكدا على أهمية هما و وجوب الاعتناء بالمغروسات و المزروعات ، لذا علي - كتلميذ مسلم - ان أبادر إلى المساهمة في كل حملات التشجير التي تتم في مؤسستي أو الحي الذي اقطن فيه ، او تقديم الدعم للفلاح في عطلتي ، أو مساعدة أهلي في عملية سقي الأصيص الموجود ببيتنا . فان لم يكن فلأبادر بخلقه. كما يجب أن أفكر في تأسيس نادي بيئي داخل مؤسستي ، أو تفعيله ، أو الانتماء إليه إن وجد.


****************************************************************
   عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له منه صدقة »

في هذا الحديث ترغيب في أعمال الخير، وأن الغرس والزرع صدقة جاريةإذا انتفع به الغيرمن آدمي أو طير أو دآبة، وأن الغرسنوع من أنواع العبادات التي ينبغي للموسرين ألا يحرموا أنفسهم منها، وأن أجرها باق للإنسان بعد موته.

       وفيه فضيلة الغرس وفضيلة الزرع، وأن أجر فاعلي ذلك مستمر ما دام الغراس والزرع وما تولد منه إلى يوم القيامة، وفيه أن الثواب والأجر في الآخرة يختص بالمسلمين، وفيه أن الإنسان يثاب على ما سرق من ماله أو أتلفته دابة أو طائر أو نحوهما.
         وفيه الحض على عمارة الأرض, واتخاذ الزرع والقيام عليه ورعايته، وفيه أن أجر ذلك الزرع يستمر ما دام الغرس أو الزرع مأكولا منه ولو مات غارسه أو انتقل ملكه إلى غيره فإن له فيه أجرا.
       وفيه أن الغرس والزرع جمع خيري الدنيا والآخرة، ففي الأولى كان وما زال الوقف داعماً رئيساً للتنمية والحضارة، وفي الآخرة الثواب والأجر المستمر بفضل الله ومنّه على خلقه. وفيه أن الوقف شمل مختلف جوانب الحياة، والغرس تنمية للموارد الوقفية وبذل للجهود بالوسائل المتاحة لزيادة موارد الوقف وتكثيرها.
       وفيه استمرار ثواب الزرع والغرس إلى ما بعد الممات ما دامت باقية يؤكل منها، وفيه فضل مباشرة العمل باليد، وما يترتب عليه من الجهد والكدح والتعب والعناء.
        ولا شك أن القيام بمهمة الاستخلاف في الأرض وإعمارها بالزروع، مقصد من مقاصد الوقف الإسلامي، والذي يسهم في تلبية حاجات المسلمين -وغيرهم - الضرورية من الطعام، والغرس والزرع صورة من صور التكافل الاجتماعي، ومظهر من مظاهر اهتمام المسلمين بشؤون مجتمعهم، وضمان مستقبل أجيالهم،  لتكتفي الأمة المسلمة بما لديها من موارد اقتصادية بدل أن تستجدي الطعام من غيرها، أو تنتظر إحسان الآخرين عليها، ولقد عاشت الأمة المسلمة قرونًا وعقودًا سابقة لديها الأمن الغذائي، بسبب كثرة الأوقاف وبركتها.

0 comments :

إرسال تعليق

 
إلى الأعلى