الإسلام دين العقل والعلم

 التمهيد 
دعا الإسلام إل مبدأ التدبر والتفكر، وحث على طلب العلم واعتبره فريضة شرعية. فأين يتجلى اهتمام الإسلام بالعقل والعلم؟ 

قراءة النصوص 
*قال تعالى: "وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" سورة النحل الآية 12 .
*قال تعالى" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" سورة المجادلة الآية 11 .

* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها" رواه الترمذي في سننه. 


توثيق النصوص 
سورة النحل: سورة مكية عدد آياتها 128 آية، ترتيبها في المصحف السادسة عشرة نزلت بعد سورة الكهف، سميت ‏هذه ‏السورة ‏الكريمة ‏‏" ‏سورة ‏النحل ‏‏" ‏لاشتمالها ‏على ‏تلك ‏العبرة ‏البليغة ‏التي ‏تشير ‏إلى ‏عجيب ‏صنع ‏الخالق ‏وتدل ‏على ‏الألوهية ‏بهذا ‏الصنع ‏العجيب‎ . 

سورة المجادلة: مدنية وآياتها22 أية، ترتيبها الثامنة والخمسون . موضوعها التشريع ، سُميت ‏المجادلة ‏لبيان قصة ‏المرأة ‏التي جادلت ‏النبي ‏ ‏وهى ‏‏ ‏خولة ‏بنت ‏ثعلبة ‏‏ ‏‏. ‏وتسمى ‏أيضا ‏‏" ‏ قد ‏سمع ‏‏" ‏‏، ‏‏" ‏الظهار‎"‎‏ ‏‎ .‎‏. 

الشرح اللغوي: 
بأمره: بقدرته وإرادته 
لآيات: لعبر وعلامات دالة على وحدانية الله وعظمته. 
يرفع الله: يعلي المكانة والمنزلة 
ضالة المؤمن: مطلوبه ومبتغاه. 
أحق بها: أولى بها وأجدر. 

المضامين: 
1- دعوته سبحانه وتعالى إلى استخدام نعمة العقل في التفكر والتامل في ظواهر الكون للوقوف على عظمته سبحانه ووحدانيته. 
2- اخباره عز وجل الوعد الذي وعد به المؤمنون العالمون يوم القيامة في الجنة وهي رفعة المنزلة والدرجة. 
3- بيانه صلى الله عليه وسلم وجوب طلب الحكمة والمعرفة وتحميل المعارف الدينية والدنيوية دون تحديد نوع خاص من العلم. 


تحليل المحور الأول: دعوة الإسلام إلى التفكر وإعمال العقل 
لقد انعم الله تعالى على بني البشر بنعمة عظيمة وهي نعمة العقل حيث اوجب علينا المحافظة عليها وشكره تعالى عليها، إذ بواسطته ميزنا عن سائر الكائنات لذلك امرنا باستخدامه في التأمل والتدبر في ملكوته تعالى في الوقوف على عظمته وقدرته ووحدانيته. 

تحليل المحور الثاني: دعوة الإسلام إلى العلم 
لقد مدح سبحانه وتعالى الذين يستخدمون عقولهم في التفكير ويذم غيرهم حيث قال سبحانه وتعالى:" إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون" سورة الأنفال الآية 22. كما امرنا عز وجل باستخدام العقل وتقويته بالعلم النافع الذي يذهب عن صاحبه الجهل وينير له الطريق.كما اشاد الله عز وجل بمكانة العلماء ورفع من شأنهم وأعد لهم حسن المنزلة والدرجة.

أهميّة العقل في الإسلام :

لقد كرّم الله تعالى بني آدم و فضّله عن كثير من المخلوقات تفضيـلاً، حيث قال :
” و لقد كرمنا بني آدم ”
و من أعظم ما ميزه به و جعله اساسـاً لكرامته و صانه به، نعمة العقل التي يفرق بها بين الخير و الشرّ، و التي بها، يميز لبن الحقّ و الباطل، و الهداية و الضلال … 

فضل العلم و أهله في الإسلام :
من خلال تجاربنا و  خبرنا و حياتنا اليومية، علمنا أنّ أعظم ثمرات العقل و أغلاها، هي تحصيل العلم، و إكتساب المعرفة، لأنه طريق الشرف و التقدم، و قد ذكر في القرآن الكريم و بشر العلماء في مواضيع كثيرة، حيث خصّهم بالتدبر و أثبت لهم الأفضلية على سواهم، كما ميّزهم بالخوف و الخشية له، و جعلهم من ورثة الأنبياء، حسب قول الرسول ( صلى الله عليه م سلّم ) :
” العلماء ورثة الأنبياء “ 
مجالات إستعمال العقل المشروعة :
- علوم دينية :
كتفسير القرآن الكريم، و الحديث النبوي الشريف، و الفقه، و علوم الأآلة، و اللغة العربية، و البلاغة و العروض … فعن معاوية أن الرسول ( صلى الله عليه م سلّم ) قال :
” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين   “ 
- علوم دنيوية :و من العلوم الدنيوية المأمور بها من الله تعالى و رسوله ( صلى الله عليه م سلّم )، المساهمة في رفاهية حياة الإنسان و إصلاح معاشه، و حاله، مثل الفيزياء، الكيمياء، الجيولوجيا، الرياضيات، الطب … فعن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) أن رسول الله ( صلى الله عليه م سلّم )  قال:
” من سلك طريقـاً يلتمس فيها العلم،
ســـهّل الله له به طريقـاً إلى الجنة “

0 comments :

إرسال تعليق

 
إلى الأعلى